كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال حضرة الشيخ الشهير بأفتاده قدس سره: خطر ببالي على وجه الكشف أن النور في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ} بمعنى العلم وهو بمعنى العالم من باب رجل عدل ووجه المناسبة بينهما أنه تنكشف بالنور المحسوسات وبالعلم تنكشف المعقولات بل جميع الأمور كذا في الواقعات المحمودية ويقال: إنه منور السموات بالشمس والقمر والكواكب والأرض بالأنبياء والعلماء والعباد.
وقال في عرائس البيان: أراد بالسموات والأرض صورة المؤمن رأسه السموات وبدنه الأرض وهو تعالى بجلالة قدره نور هذه السموات والأرض إذ زين الرأس بنور السمع والبصر والشم والذوق والبيان في اللسان فنور العين كنور الشمس والقمر، ونور الأذن كنور الزهرة والمشتري، ونور الأنف كنور المريخ وزخل ونور اللسان كنور عطارد وهذه السيارات النيرات تسرى في بروج الرأس، ونور أرض البدن الجوارح والأعضاء والعضلات واللحم والدم والشعرات وعظامها الجبال.
فالنور الذي بمقابلة الظلمة حادث لأن ما كان بمقابلة الحادث حادث فمعنى كونه تعالى نورًا هو أنه مبدأ هذا النور المقابل بالظلمة ثم إن إضافة النور إلى السموات والأرض مع أن كونه تعالى نورًا ليس بالإضافة إليها فقط للدلالة على سعة إشراقه فإنهما مثلان في السعة قال تعالى: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ} (آل عمران: 133) ويجوز أن يقال: قد يراد بالسموات والأرض العالم بأسره كما يراد بالمهاجرين والأنصار جميع الصحابة كما في حواشي سعدي المفتي ونظيره قوله تعالى في الحديث القدسي خطابا للنبي عليه السلام: «لولاك لما خلقت الأفلاك» أي: العوالم بأسرها لكنه خصص الأفلاك بالذكر لعظمها وكونها بحيث يراها كل من هو من أهل النظر وهو اللائح بالبال والله الهادي إلى حقيقة الحال.
{مَثَلُ نُورِهِ} أي: نوره الفائض منه تعالى على الأشياء المستنيرة وهو القرآن المبين كما في الإرشاد فهو تمثيل له في جلاء مدلوله وظهور ما تضمنه من الهدى بالمشكاة المنعوتة والمراد بالمثل الصفة العجيبة أي صفة نوره العجيب وإضافته إلى ضميره تعالى دليل على أن إطلاقه عليه لم يكن على ظاهره كما في أنوار التنزيل {كَمِشْكَاةٍ} أي صفة كوة غير نافذة في الجدار في الانارة وهي بلغة الحبشة.
{فِيهَا مِصْبَاحٌ} سراج ضخم ثابت.
{الْمِصْبَاحُ في زُجَاجَةٍ} أي: قنديل من الزجاج الصافي الأزهر وفائدة جعل المصباح في زجاجة والزجاجة في كوة غير نافذة شدة الإضاءة لأن المكان كلما تضائق كان أجمع للضوء بخلاف الواسع فالضوء ينتشر فيه وخص الزجاج لأنه أحكى الجواهر لما فيه.
{الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ} متلألىء وقاد شبيه بالدر في صفائه وزهرته كالمشتري والزهرة والمريخ ودراري الكواكب عظامها المشهورة ومحل الجملة الأولى الرفع على أنها صفة لزجاجة أو للام مغنية عن الرابض كأنه قيل: فيها مصباح هو في زجاجة هي كأنها كوكب دريّ وفي إعادة المصباح والزجاجة معرفين أثر سبقهما منكرين والإخبار عنهما بما بعدهما مع انتظام الكلام بأن يقال كمشكاة فيها مصباح في زجاجة كأنها كوكب دريّ من تفخيم شأنها بالتفسير بعد الإبهام ما لا يخفى.
{يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ} أي يبتدأ إيقاد المصباح من زيت شجرة.
{مُّبَارَكَةٍ} أي كثيرة المنافع لأن الزيت يسرج به وهو إدام ودهان ودباغ ويوقد بحطب الزيتون وبثقله ورماده يغسل به الإبريسم ولا يحتاج في استخراج دهنه إلى عصار وفيه زيادة الإشراق وقلة الدخان وهو مصحة من الباسور.
{زَيْتُونَةٍ} بدل من شجرة: وخصها من بين سائر الأشجار لأن دهنها أضوء وأصفى.
قال في إنسان العيون: شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة.
{لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} أي: لا شرقية تطلع عليها الشمس في وقت شروقها فقط ولا غربية تقع عليها حين غروبها فقط بل بحيث تقع عليها طول النهار فلا يسترها عن الشمس في وقت من النهار شيء كالتي على قلة أو صحراء فتكون ثمرتها أنضج وزيتها أصفى أو لا في مضحى تشرق الشمس عليها دائمًا فتحرقها ولا في مفيأة تغيب عنها دائمًا فتتركها نيئًا أو لا نابتة في شرق المعمورة نحو كنكدز وديار الصين وخطا ولا في غربها نحو طنجة وطرابلس وديار قيروان بل في وسطها وهو الشام فإن زيتونه أجود الزيتون أو في خط الاستواء بين المشرق والمغرب وهي قبة الأرض فلا توصف بأحد منهما فلا يصل إليها حر وبرد مضرين وقبة الأرض وسط الأرض عامرها وخرابها وهو مكان تعتدل فيه الأزمان في الحر والبرد ويستوي الليل والنهار فيه أبدًا لا يزيد أحدهما على الآخر أي يكون كل منهما اثنتي عشرة ساعة {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ} {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} أي هو في الصفاء والإنارة بحيث يكاد يضيىء المكان بنفسه من غير مساس نار أصلًا وتقدير الآية يكاد زيتها يضيىء لو مسته نار ولو لم تمسسه نار أي يضيىء كائنًا على كل حال من وجود الشرط وعدمه فالجملة حالية جيء بها لاستقصاء الأحوال حتى في هذه الحال.
{نُورٍ} خبر مبتدأ محذوف، أي ذلك النور الذي عبر به عن القرآن ومثلت صفته العجيبة الشأن بما فصل من صفة المشكاة نور كائن.
{عَلَى نُورٍ} كذلك، أي: نور متضاعف فإن نور المصباح زاد في إنارته صفاء الزيت وزهرة القنديل وضبط المشكاة لاشعته فليس عبارة عن مجموع نورين اثنين فقط بل المراد به التكثير كما يقال: فلان يضع درهمًا على درهم لا يراد به درهمان.
{يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ} أي: يهدي هداية خاصة موصلة إلى المطلوب حتمًا لذلك النور المتضاعف العظيم الشأن.
{مَن يَشَاءُ} هدايته من عباده بأن يوفقهم لفهم ما فيه من دلائل حقيته وكونه من عند الله من الإعجاز والإخبار عن الغيب وغير ذلك من موجبات الإيمان وهذا من قبيل الهداية الخاصة ولذا قال: من يشاء ففيه إيذان بأن مناط هذه الهداية وملاكها ليس إلا مشيئته وأن تظاهر الأسباب بدونها بمعزل من الإفضاء إلى المطالب.
{وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ} أي: يبينها تقريبًا إلى الإفهام وتسهيلًا لسبل الإدراك.
وهذا من قبيل الهداية العامة ولذا قال للناس: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} من ضرب الأمثال وغيره من دقائق المعقولات والمحسوسات وحقائق الجليات والخفيات.
قالوا: إذا كان مثلًا للقرآن فالمصباح القرآن والزجاجة قلب المؤمن والمشكاة فمه ولسانه والشجرة المباركة شجرة الوحي وهي لا مخلوقة ولا مختلقة فإن قيل لم شبهه بذلك وقد علمنا أن ضوء الشمس أبلغ من ذلك بكثير؟.
أجيب بأنه سبحانه أراد أن يصف الضوء الكامل الذي يلوح في وسط الظلمة لأن الغالب على أوهام الخلق وخيالاتهم إنما هي الشبهات التي هي كالظلمات وهداية الله تعالى فيما بينهما كالضوء الكامل الذي يظهر فيما بين الظلمات وهذا المقصود لا يحصل من تشبيهه بضوء الشمس لأن ضوءها إذا ظهر امتلأ العالم من النور الخالص وإذا غاب امتلأ العالم من الظلمة الخالصة فلا جرم كان ذلك المثل هاهنا أليق.
وقال بعضهم: وشبه بالزجاج دون سائر الجواهر لاختصاص الزجاج بالصفاء يتعدى النور من ظاهره إلى باطنه وبالعكس وكذلك نور الإيمان يتعدى من قلب المؤمن إلى سائر الجوارح والأعضاء وأيضًا إن الزجاج سريع الانكسار بأدنى آفة تصيبه فكذا القلب سريع الفساد بأدنى آفة تدخل فيه وإنما شبه المعرفة بالمصباح وهو سريع الانطفاء وقلب المؤمن بالزجاج وهو سريع الانكسار ولم يشبهها بالشمس التي لا تطفأ ولا قلب المؤمن بالأشياء الصلبة التي لا تنكسر تنبيهًا على أنه على خطر وجدير بحذر كما في التيسير.
قال القشيري: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} نور اكتسبوه بجهدهم ونظرهم واستدلالهم ونور وجدوه بفضل الله بأفعالهم وأقوالهم قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العكبوت: 69).
وفي التأويلات النجمية: هذا مثل ضربه الله تعالى للخلق تعريفًا لذاته وصفاته فلكل طائفة من عوام الخلق وخواصهم اختصاص بالمعرفة من فهم الخطاب على حسب مقاماتهم وحسن استعدادهم فأما العوام فاختصاصهم بالمعرفة في رؤية شواهد الحق وآياته بإراءته إياهم في الآفاق وأما الخواص فاختصاصهم بالمعرفة في مشاهدة أنوار صفات الله تعالى وذاته تبارك وتعالى باراءته في أنفسهم عند التجلي لهم بذاته وصفاته كما قال تعالى في الطائفتين: {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا في الأفَاقِ} (فصلت: 53) أي لعوامهم {وَفِى أَنفُسِهِمْ} أي لخواصهم {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: 53) فكل طائفة بحسب مقامهم تحظى من المعرفة فأما حظ العوام من رؤية شواهد الحق وآياته في الآفاق بإراءة الحق فبأن يرزقهم فهمًا ونظرًا في معنى الخطاب ليتفكروا في خلق السموات والأرض أن صورتها وهي عالم الأجسام هي المشكاة والزجاجة فيها هي العرش والمصباح الذي هو عمود القنديل الذي يجعل فيه الفتيلة فهي بمثابة الكرسي من العرش وزجاجة العرش.
{كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} وهي شجرة الملكوت وهو باطن السموات والأرض ومعناهما.
{لا شَرْقِيَّةٍ} أي ليست من شرق الأزل والقدم كذات الله وصفاته.
{وَلا غَرْبِيَّةٍ} أي: ليست من غرب الفناء والعدم كعالم الأجسام وصورة العالم بل هي مخلوقة أبدية لا يعتريها الفناء.
{يَكَادُ زَيْتُهَا} وهو عالم الأرواح أي يظهر من العدم في عالم الصور المتولدات بازدواج الغيب والشهادة طبعًا وخاصية كما توهمه الدهرية والطبائعية عليهم لعنات الله تترى.
{وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} نار القدرة الإلهية {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} أي نور الصفة الرحمانية على نور أي باستوائه على نور العرش فينقسم نور الصفة الرحمانية من العرش إلى السموات والأرض فيتولد منه متولدات ما في السموات والأرض بالقدرة الإلهية على وفق الحكمة والإرادة القديمة فلهذا قال تعالى: {إِن كُلُّ مَن في السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا ءَاتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (مريم: 93) فافهم جدًا.
وأما حظ الخواص في مشاهدة أنوار صفات الله تعالى وذاته بإراءة الحق في أنفسهم فإنما يتعلق بالسير فيها لأن الله تعالى خلق نفس الإنسان مرآة قابلة لشهود ذاته وجميع صفاته إذا كانت صافية عن صدأ الصفات الذميمة والأخلاق الرديئة مصقولة بمصقلة كلمة لا إله إلا الله لينتفي بنفي لا إله تعلقها عما سوى الله ويثبت بإثبات إلا الله فيها نور جمال الله وجلاله فيرى بنور الله الجسد كالمشكاة والقلب كالزجاجة والسر كالمصباح.
{الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} وهي شجرة الروحانية.
{لا شَرْقِيَّةٍ} أي: لا قديمة أزلية {وَلا غَرْبِيَّةٍ} أي: لا فانية تغرب في سماء الوجود في عين العدم {يَكَادُ زَيْتُهَا} وهو الروح الإنسانية بنور العقل الذي هو ضوء الروح وصفاؤه أي يكاد زيت الروح أن يعرف الله تعالى بنور العقل {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} أي: نار نور الإلهية فأبت عظمة جلال الله وعزة كبريائه أن تدرك بالعقول الموسومة بوصمة الحدوث إلا أن يتجلى نور القدم لنور العقل الخارج من العدم كما قال تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍا يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِه مَن يَشَاءُ} أي: ينور مصباح سر من يشاء بنور القدم فتتنور زجاجة القلب ومشكاة الجسد ويخرج أشعتها من روزنة الحواس فاستضاءت أرض البشرية {وَأَشْرَقَتِ الارْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (الزمر: 69) وتحقق حينئذ مقام «كنت له سمعًا وبصرًا» الحديث.
وفيه إشارة أن إلى نور العقل مخصوص بالإنسان مطلقًا ولا سبيل له بالوصول إلى نور الله فهو مخصوص بهداية الله إليه فضلًا وكرمًا لا يتطرق إليه كسب العباد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
{وَيَضْرِبُ اللَّهُ الامْثَالَ لِلنَّاسِ} أي: للناسين عهود أيام الوصال بلاهم في أزل الآزال.
{وَاللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} في حالات وجود الأشياء وعدمها بغير التغير في ذاته وصفاته انتهى كلام التأويلات.
قال حضرة الشيخ صدر الدين القنوي قدس سره:
اعلم أن النور الحقيقي يدرك به وهو لا يدرك لأنه عين ذات الحق من حيث تجردها عن النسب والإضافات ولهذا سئل النبي عليه السلام هل رأيت ربك قال: «نور أنى أراه» أي النور المجرد لا يمكن رؤيته وكذا أشار الحق في كتابه لما ذكر ظهور نوره في مراتب المظاهر قال: {اللَّهُ نُورُ السَّماوَاتِ وَالأرْضِ} فلما فرغ من ذكر مراتب التمثيل قال: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} فأحد النورين هو الضياء والآخر هو النور المطلق الأصلي ولهذا تمم فقال: {يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِه مَن يَشَاءُ} أي: يهدي الله بنوره المتعين في المظاهر والساري فيها إلى نوره المطلق الأحدي انتهى كلامه في الفكوك.
قال في تفسير الفاتحة: فالعالم بمجموع صوره المحسوسة وحقائقه الغيبية المعقولة أشعة نور الحق وقد أخبر الحق أنه نور السموات والأرض ثم ذكر الأمثلة والتفاصيل المتعينة بالمظاهر على نحو ما تقتضيه مرآتها ثم قال في آخر الآية: {نُّورٌ عَلَى نُورٍا يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِه مَن يَشَاءُ} فأضاف النور إلى نفسه مع أنه عين النور وجعل نوره المضاف إلى العالم الأعلى والأسفل هاديًا إلى معرفة نوره المطلق ودالًا عليه كما جعل المصباح والمشكاة والشجرة وغيرها من الأمثال هاديًا إلى نوره المقيد وتجلياته المتعينة في مراتب مظاهره وعرّف أيضًا على لسان نبيه عليه السلام أنه النور وأن حجابه النور انتهى بإجمال.
قال حضرة شيخي وسندي روح الله روحه قوله: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} النور الأول هو النور الإضافي المنبسط على سموات الأسماء وأرض الأشياء والنور الثاني هو النور الحقيقي المستغني عن سموات الأسماء وأرض الأشياء والنور الإضافي دليل دال على النور الحقيقي والدليل ظاهر.
النور المطلق والمدلول باطنه وفي التحقيق الأتم هو دليل على نفسه لا يعرف الله إلا الله سبحانه. اهـ.